- الوقت يمضي !!
تيك توك
- الوقت يمضي !!
تيك توك
- ألا تسمعين الساعة تدق
- وأنتِ محلك سر !!
- أستيقظي تخطى الوقت موعد نهوضك بالكثير ،
- ستتأخرين عن عملك ،
- سَتُجازين ،
- ستفصلين عن عملك ..
- يا بنت أفيقى ، ما لنومك أصبح ثقيلاً هكذا !!
كل هذا وتناديها أمي من صالة البيت وحين فاض بها قررت أن تدخل لغرفتها وتوقظها بالقوة
وجهها وهي نائمة هادئاُ جداً وناعماً يحمل من البراءة والطيبة الكثير ..
لامسته بيديها الحانيتين ، وقالت بصوتِ قلق : حبيبتي أفيقي مالوجهك بارد هكذا ولونه كلون حبة الليمون الصفراء !!
- أبردتي حين وقفتِ أمس بالمطر ، حذرتُكِ آلاف المرات ألا تفعلي !!
- لماذا لا تجيبين ، ليس عادتك ان تتجاهلين كلامي !!؟
قامت أمي بنفضها ولكنها بلا حراك وأنا أشاهدها من على باب غرفتها ،
بدأت أمي بالبكاء بصوت عالٍ والصراخ في اختي وازدادت في نفضها وهزها ،
حتى أتاها أبي وحين رأى كلتاهما هكذا أخذ يردد " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ"
ويزداد صراخ أمي في أختي الذي اكاد أجزم أني أسمعه في رأسي الآن أسمعها تناديها وترجوها الصحيان ولكن بلا جدوى
حتى فصلها أبي عنها وأحتضنها بكل قوته وهو يردد على مسمعها تلك الآية وينظر لجسد أختي بفزعِ وهلع وأكاد أجزم أنه لولا أن الله
أنزل سكينته عليه وجعله يرتل القرآن لبكاها كما تفعل أمي ..
سكنت امي بين ذراعي أبي إلا من الدموع والآهات التي كانت تشهقها وتزفرها وتئن بها ..
ومنذ ذلك اليوم وأمي تكره الوقت ، يومها أذكر بعدما أخذوا جسد أختي إلى مثواه الأخير أن أصابتها نوبة ألم
وأخذت ترمي بكل ساعات المنزل خارجه ، وتلعن الوقت وتدعو لأختي بالرحمة والمغفرة والنور في ذات الوقت !!
لا ترمقني بتلك النظرة المشفقة ، أفتقدتها كثيراً بعدها فقد كانت تكبرني بخمس سنوات فقط ،
مع أن تفاصيل هذا اليوم لا أستطيع محوها ،
فأنا لا أذكر منها سوى وجهها في ذلك اليوم وهدوؤه وصفاؤه !!
الوقت بالفعل كفيل بأن ينسينا الكثير وقد مر على وفاتها عشر سنوات ،
وهذا بما إنك سألتني لماذا لا يوجود في منزلنا أي ساعة حائط
، وحمداً لله انك سألت قبل أن تنفذ فكرتك المجنونة في نظر أمي وتهديها ساعة يد في عيد مولدها ..
بالمناسبة هي تحبك كثيراً قالت وهي تبتسم وأردفت " وكذلك أفعل انا " قالت على استحياء وانصرفت لتحضر شيئاً ليشربه ..
وهمس هو من ورائها " وأنا أيضاً أحبك كثيراً "