أحضرت بعض الأوراق والأقــلام ،
وتأهبت كي تبدأ عملها لتنتهي من المقال المطلوب منها سريعاً ،
وتخلد إلى النوم باكراً ..
ولكن لسوء حظها فكرت أن تستعرض بعض الصفحات الإلكترونية المفضلة لديها أولاً ،
كانت لم تعرف بعد عن ماذا ستكتب اليوم ،
ولكنها باتت الآن نــار يمكنها أن تحيل الأوراق رمـاداً !!
وكان هذا ما كتبت :
..
أريد وبشدة الآن أن أكتب عن الكذب
عن المشاعر الزائفة .. عن الحنان الزائف .. والاهتمام الزائف
وكل ما هو غير حقيقي !!
وأتمنى لو كان هذا صوتي ،
لأنني صدقاً أجر يدي كي تسطر هذه الكلمات ..
فقط لدي سؤال .. أو لعلها بضعة أسئلة ..
لم يكذب الناس باستمرار ؟
لم يدعون الاهتمام والحب ؟؟
لم يحبون التعاطف وإظهار نظرة الشفقة الكاذبة ؟
مع أن شفقتهم وحدها تجرحنا ..
ألا يكفي ؟
ألا يكفي لعب بالأعصاب والمشاعر ؟
ألا يكفي نفاق وكذب ؟
كفاكم ارتداء لتلك الأقنعة السخيفة !!
أصدقوا ولو مرة وأنتم تكتبون عن الحقيقة ؟
يكفي واقعنا المرير ،
يكفي حال أمتنا الإسلامية ، ووطنا العربي !
وتأخرنا عن العالم كله !
كفانا خداعاً لأنفسنا
وكفانا ضحكاً على من حولنا ..
إن كنتم لا تريدونهم في حياتكم ،
فلم دخلتموها ؟
ولم بعثرتم ترتيب الأشياء داخلهم ؟
ولم تدعون الحب من أجلهم ؟
بأي مسمى وبأي حق تفعلون هذا ؟
إنهم بشر ...
مثلكم .. مثلهم ..
لديهم من الإحساس والقلب والمشاعر ما تمتلكون ،
أو ربما لديهم ما لا تمتلكون !
يحبون ويخلصون ويؤلمهم الجرح ،
ألا تتــألمون ؟
تلك صرخات مكتومة داخلي ،
ليست من هذا العالم فقط ، والذي كل شيء فيه جميل .. مزخرف ..
حتى الحزن فيه يثنى عليه!!
ولكن حتى في حياتنا اليومية بعيداً عن تلك الشبكة الوهمية ،
حاولوا ألا تكذبوا في مشاعركم ،
وأن يكون الصدق هو منهجكم ..
لأنني صدقاً أكتفيت !
..
وضعــت الأوراق جانباً وشــرعت في كتــابةالمقال و إرســاله إلــكترونياً ،
وبعدما هدأ بركــانها ..
ذهــبت لتحــادث ليــلها الطــويل ..
. . .
زهرة نيسآن ،
..