إعتادت كل فترة ان تجالس نفسها وتناقش معها أمورهما ،
تحاسبها إن اخطأت ، تقسو عليها كثيراً ..
وكان اليوم هو إحدى هذه الايام ، فدخلت غرفة الإجتماعات ،
جلست على الكرسي .. ومن ثمّ أخرجت نفسها أمامها ..
وجدتها مطأطأه رأسها على نحو غريب ، فسألتها :
ما بكِ ؟ تُرى ماذا فعلتي وجعلكِ غير قادرة على النظر إليّ ؟
أجابتها وهي مازالت تنظر في الأرض ،
بل إني لا أريد النظر إليك ..
تعجبت الفتاة من نفسها !!
وحين همت تنفر نفسها وتغضب عليها ،
قامت نفسها وأعطتها ظهرها وأشارت بيديها حتى لا تتحدث ،
قالت النفس : دعي الحديث لي هذي المرة ،
فقد سمعتكِ آلاف المرات ، فلتنصتي إليّ الآن ..
زاد حنق الفتاة وهمت على الخروج من الغرفة ،
حين نادتها نفسها : او تهربين مني ؟!
لن أطيل عليكِ ،
سألتها صاحبنتها :
ما بكِ أيتها النفس العليلة ؟؟
إنتفضت نفسها فجأة وكأن البركان الخامد قد ثار دون سابق إنذار
نظرت إلى عيني الفتاة وصرخت فيها :
أسمعيني أيتها الفتاة ، أستمعي إليّ ولو لمرة ،
في كل مرة تسألينني عما فعلت ويا ترى فيمَ أخطأت ،
في كل مرة تطالبيني تحمل المزيد من أجلهم ،
تطالبيني بزرع بسمة حمقاء على شفتيكِ إرضاءا لهم ،
ولما كل هذا ولأجل من ؟
لأجل من تضعين همومهم في ، وتحملينني ما لا طاقة بي ؟
أوليس لهم أنفس مثلك يعذبوها أم أنكِ تريدين لهم الراحة والسكينة دوني؟!
أستنفرت الفتاة من نفسها ، وأجابتها :
ولكني معكِ في هذا يا نفسي!!
أنا مثلك يؤلمني هذا ...
قاطعتها نفسها
لا لستِ معي ولم تكوني يوماً ،ولست مثلي أيضاً
أنتِ فقط العقل المدبر وأنا تلك الخزانة اللعينة التي تملأينها بسخافاتهم ..
ولكنني توصلت إلى قرار وعزمت تنفيذه ..
منذ هذه اللحظة أنتِ وحدك،
تجهم وجه الفتاة
حين نزعت النفس كل حمولها وألقته عليها ورحلت ،
حينئذ شعرت الفتاة بإن جبل قد سقط عليها ،
فسقطت وضاعت في عالم آخر .
. . .
تمت بحمدالله
فكرة : مروة الباز
بقلم : منة سامي