دقات ساعة
,, خاطرة ذات طابع خاص ,,
عقارب الساعة تمضي في بطئ
تتردد دقاتها وسط السكون في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل
ولا زالت تتصارعُ الافكارُ في عقلي .
تأبي أن تتركني وشأني.
استلقيت علي الفراشِ وأنا احاولُ الاستسلامَ للنوم ..
وهو يرفض المجئ
اتوسل إليه أن يأتي ويأبي الخضوع
أصبحت تلك الدقات طرقات مدوية
افقدتني صوابي واصابتني بتوتر شديد ..
اشتركت في احتلال عقلي مع تلك الافكار المتأرجحة التي انتابتني
ضاق صدري ..
لم اعد استطيع التقاط انفاسي
كرهت جميع الدقات حتي دقات قلبي
تمنيت لو توقف الرنينُ ..
تصبب العرق غزيراً علي جبهتي
ولا زلت اصارع تلك الافكار
توقفت في حلقي صرخة قوية عاجزة عن الخروج
تلاحقت أنفاسي
انطلقت صرختي قوية تشق السكون ..
ثم افقت من كابوسي البشع ..
التقطت كوب المياه من جانبي
ارتشفت بعض القطرات ..
ثم استسلمت للنوم من جديد ..
ولا زالت الدقائق تمضي والدقات تتردد بكياني
أي دقات تلك التى تقشعر الأذن عند سماعها
رغم صوتها الصغير إلا أنه كالمطرقة حين يعم الهدوء طريق الترحال
أو كطبول الحرب في ميدان القتال
إنها دقات ساعة
حين تجلس بجوارها في ليل غامض قد أُسدلت ستائره
ينتابك شعور بالقلق والخوف معاً ولكن لما هذا !
ألم تسأل نفسك ما السبب في ذلك ؟
أهي حيرة من أمر مجهول لا تعلم عنه شيئا
أم قادم آت إليك ولم تستعد لملاقاته
أم انتظار حبيب لن يعود
أم ماذا ؟
هي تُكمل في دربها بلا هوادة
تاركة حقائب الذكريات ..
وبكاء الآهات
تزيد دقاتها وتعلو أصواتها
وما بأيدينا لنفعله !
غير أن ننتظر مترقبين فزعين
من صرخة غياب
أو دمعة عذاب
أو موت يطرق الأبواب ..
يغشاك النوم ثم تفيق ..
لتجدها ماضيةً سائرةً
تسعى والكلُ يسعى مِن حولها
منتظرين الصمت لأجلها
لتهدأ قلوبُهم ..
وتنطفأ أحزانُهم ..
ثم يأتي مصيرُهم
خوف - قلق - حيرة
وعدة ارتجافات داخلية
دقات ساعة تهذي بجنون
كنبض قلب مفتون
ثوان ودقائق وساعات تعلنُ الرحيل
وكل شيء مستكين ..
إنكسارات هنا وجروح هناك
قلوب تنتظر على نبض الساعات
وقلوب تدعوها للتوقفِ عند هذي اللحظات
وهي لا تستمعُ إلا لقلبها ..
تتحرك في تناغم موسيقي ..
منشدة بخطواتها توتر داخلي
أوقات أراها تتمخطرُ في بطء. ثابتة ، وكأنها الجليد
وأوقات لا أعد أرى عقاربها من فرط سرعتها الشديد
وها هي ترحل عنا
آخذة معها ذكريات السنين
آخذة أحلامنا والحنين
ولا أملك سوى الانتظار
انتظار يجرح الأنين
ولكن هي الحياة لحظات
تخطو على رسلها
ونمشي على صوتها
دقات ساعة .
,,,
تمت بحمد الله وفضله ,,,