دلفت إلى منزلها أنساب إلى اذنها صوت رقيق المسمع تعرفه جيداً ،
صوت أمهما تتلو آيات من القرآن بصوت هادىء متقطع ..
أحتنضتنها وقبلتها وظلت بجانب قلبها لفترة من الزمن ،
ثم تركتها مدعية التعب وأنها ستذهب لتنام قليلاً ..
فتحت بابا حجرتها ، كل شيء في مكانه تماماً منذ الصباح بل منذ أن فتحت عيناها على الدنيا ،
لا تعلم لم اليوم وبعد عشرين عاماً قررت أن تثير الفوضى بين أركان المكان ..
هي من تعشق النظام ، وتكره الفوضى .. تغيرت كذاك الشيء الذي تبعثر داخلها تماماً ..
وضعت كل الأشياء في غير محلها ، بات كل شيء في فوضى عارمة ..
ألقت بنفسها على فراشها متعبة ، وأبتسمت وهمست " وأخيراً تخلصت مني
وبعدها بثواني قليلة أكملت
ومنك أيضاً "
أستيقظت لتجد كل شيء في مكانه..
أكان مجرد حلماً .. لا غير معقول ..
صرخت حتى أتتها والدتها لتسألها ما بها تحتضنها وتبكي لبكائها ..
أجابتها بين دموعها وصراخها " حاولت التخلص منه يا أمي أراه في كل مكان ،
حاولت بعثرة الأشياء لعله يضيع بينها .. لم اعد أقو على الفراق ..
إن نسي هو عشرون عاماً ... إن نسي إنني فتحت عيناي عليه .. إن نسي طفولتنا سوياً .
فلم أستطع النسيان لحظة ..
أراه في كل الأشياء "
ضمتها لصدرها اكثر .. حاولت تهدئتها .. قالت والدتها " غداً سنرحل من هنا
سنبتعد قدر الإمكان .. حتى تشفى جراحك طفلتي ..
حتى تعود بسمتك التي غابت منذ زمن "
وأسدل الستار على قلب عصفور جريح وأم تحاول مداوته بشتى الطرق ،
فهل يا ترى سينسى العصفور أم سيظل حبيس قفص الحب الفارغ إلا منه ..
تمت بحمد الله ..
بقلمي :
زهرة نيسآن ،